الكارورى0 امام مسجد0 ام محلل سياسي

المتامل لخطب مولانا الكارورى فى يوم الجمعة لا يشعر بانه متابعا
لخطيب مسجد ضليع يهمه امر الدين وقضاياه اكثر مما تفرضه السياسة0
ولكن حصل العكس تماما فعندما يتعتلى شيخنا المنبر لا
يتكلم عن الدين الا لدقائق معدودات وتكاد تحسب على اصابع اليد
الواحدة0 وبعدها ينخرط شيخنا فى تحليل الاحداث السياسية
اخذا معه الجميع وكانه متخصص فى الشئون الدولية0 فتارة تجده
يتحدث عن الثورات العربية وما وصلت اليه0 واخرى عن الكيان
الصهيونى0 واخيرا عن امريكا0 وما بين هذا وذاك يعرج بك فجاة الى
انجازات نظامه وهو متجاهلا لما يحدث ويدور داخل بلده من ظلم و
كبت للحريات وفساد تكاد رائحته تحبس انفاس الجميع0 وكانه لا
يعلم شيئا عنها0 فتجده يتكلم باستحياء شديد بل وعدم مع المدح
والشكر للانقاذ وبث بعض الاوهام التى يحاول بطريقته هو زرعها
فى اذهان الناس ويبشرهم بما خرج من باطن الارض الى ظاهرها كالذهب
مثلا وهو يقول لهم لولا تمسك الانقاذ بثوابت الدين لما
خرج علينا هذا الخير كله0 ومن نفاق هذا الشيخ الارعن انه لا
يكف ابدا من الثناء على نظامه الذى هو واحدا منهم ومتقاضيا
عن المعاناة التى يعيشها شعبه وعن الوضع الذى اصبح لا
يطاق ويحتمل الا لامثاله من عرابين هذا النظام والجهلة الذين عميت
بصيرتهم وابصارهم وما اكثرهم فى ظل هذا النظام المتعفن الذى
حلل لنفسه ما لم يحلله الدين فى شرعه0 فاين هذا الكارورى
من كل ذلك0 وهو يعلم حد اليقين ان الفساد قد استشرى
فى كل مفاصل الدولة الانقاذية0 ام انه لا يقذف الغير بما لم تراه عيناه0
عليهم اللعنة جميعا هو وامثاله الى يوم الدين0 قال احدهم ولماذا يتكلم الكارورى
عن كل ذلك وهو يعيش فى رغد من العيش ما كان يحلم به لولا تملقه الذى تمليه عليه
مصلحته الشخصية وعلى اهل السودان الصبر والانتظار الى ان يريد
الله امرا كان مفعولا0 وهذا هو الاقرب الى الصواب فى مفهوم مثل هذا الشيخ الجاهل0
واخيرا هل اصبح الكارورى محللا سياسيا فى المقام الاول0 وخبيرا
اقتصاديا0 واخيرا اماما0 لا ندرى اي واحد هو منهم0 فمتى يستفيق
هذا الرجل من غيه ونفاقه وابتذاله المكشوف هذا0 ليقول كلمة الحق
وما يعانيه شعبه من جوع وفقر ومرض0 ولو لثواني فى خطبه المهترئة تلك
كشكله الكرتونى هذا0 ام انهم ليسوا بمسلمووون والله المستعان0 ولا نامت اعين الجبنااااااااااء0

ومساءاات
-----------
الكاروري قامه فكريه متحضره
وعالم يعرف كيف يخاطب العقول
وبما ان خطبته منقوله علي الهواء فلا ضير من
تناول الشئون السياسيه
وهذا الذي جعل الكثيرين يتابعونه
تناول امور الحكم يزيد من فعالية الخطبه
ويجعلها اكثر حراره وحيويه
لكن عدم نقده للنظام نقطه تحسب عليه
وعدم تركيزه علي سلبيات ضخمه ينتقص من مصداقيته
لماذا لايخصص خطبه للتناول تقرير المراجع العام الاخير
ويطالب علنا بقطع ايدي الحراميه ( الكبار )
لماذا لايتناول الانحطاط الاخلاقي وانفلات الشارع العام
لماذا لايدين ( الكنكشه ) والتمسك الاعمي بقيادات باليه
كان سيجد المزيد من الاحترام
مدحه لرموز النظام وفعايلو نقطه فعلا سلبيه
لكن الرجل طور من مفهوم الخطب العثمانيه الجامده
وفتح الباب للاخرين لتناول الشان العام

------------ شكرا هباش -----------

لك التحية اخى معتصم ولعل هذا ما اقصده انا0 لان هذا الشخص
اقرب بكثير من هذا النظام المتعفن ولكنه اثر الصمت0 واصبح
يتعامل مع الناس فى خطبه كما الحكواتى. قصة فى راس قصة دون
المساس بعورات نظامه0 لكن يا معتصم لو انا كنت فى مكانه لفعلت
مثله لان السباحة مع التيار ربما قد تفيد فى كل ما
يتعلق بحياة الواحد0 لذلك دعونى اعيش وهذا بالضبط هو هذا الكارورى0
ولكن الله موجود وحق الشعب السودانى لن يضيع ابدا0
والخزي والعار لكل امثال الكارورى0
لك التحية ثانية وشكرا جزيلا على مرورك الكريم0