عندما ولدت فكرة التهميش من رحم الغابة والتمرد ضد المركز، على يد جون قرنق، ولد معها طموح كبير، طموح بسودان يصطف فيه المهمشون جميعاً على صعيد واحد، في الجنوب والغرب والشرق وحتى الشمال البعيد، ليواجهوا سطوة (أولاد البحر) المزعومة، ويتمكنوا عبر العمل العسكري الثوري المنظم، من إلحاق هزيمة بالجيش الحكومي، وإعادة ترتيب الأوراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الخرطوم على نحو مختلف، تكون السطوة والغلبة فيه للثوار حملة السلاح، وتؤسس الدولة تحت لافتات العلمانية، والمساواة، والديمقراطية، دولة كتلك التي رآها الناس في جنوب السودان منذ توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام.
العلمانية والديمقراطية كانت بدورها اللافتة التي وقع تحتها اتفاق تأسيس (الجبهة الوطنية للمقاومة) خلال الأيام الماضية، جبهة ستتشكل من حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان بجناحي مناوي وعبد الواحد، إضافة إلى الحركة الشعبية بالشمال، التي يقود عملها العسكري الآن ضد الحكومة عبد العزيز الحلو، ما يجعل الجبهة آخر محطة في قطار تحالف المهمشين.
تحالف المهمشين ذاك، بذل جون قرنق في سبيله الكثير كما هو معلوم، عندما ضم أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق إلى جيشه منذ وقت باكر، قبل أن يحاول ذات الشيء مع أبناء دارفور والشرق، دون تحقيق نجاح يذكر.
على أن فكرة الاصطفاف السياسي الحربي على أساس جهوي وعرقي عادت لتصعد في بورصات السياسة مجدداً مع دخول قوات حركة العدل والمساواة مدينة أمدرمان في مايو 2008م، عندما دخل جنودها العاصمة بأسلحتهم، ومنشورات عليها صورة رئيسهم د.خليل إبراهيم، تخلع على الرجل لقباً خطيراً هو (زعيم المهمشين في السودان)، ووجدت هذه الفكرة حينها طريقها إلى تصريحات الرجل العديدة لوسائل الإعلام الأجنبية، أنه يقود المهمشين في معركة كبرى ضد المركز.
تلك المعركة التي لم يصادف فيها خليل إبراهيم نجاحاً يذكر، أعاد (مهمش) آخر ذكراها بعد زهاء ثلاثة أعوام، عندما انشق عبد العزيز الحلو نائب الوالي السابق بجنوب كردفان، وقال إنه يقود بنفسه ما وصفها بأنها معركة الكرامة لتغيير المركز من خلال هبة شعبية مسلحة.
التحالف بين حركات دارفور المسلحة والجيش الشعبي في شمال السودان، لم يكن مجرد سيناريو يحذر منه البعض فقط، لكنه نذره الأولي أتت عندما حذر ياسر عرمان الأمين العام للحركة بالشمال في حوار مع (الرأي العام) من أن رفض المكتب القيادي للمؤتمر الوطني اتفاق أديس أبابا الإطاري ربما يقود إلى حرب جديدة من النيل الأزرق إلى دارفور مروراً بجنوب كردفان، بينما أقدمت طلائع من حركة العدل والمساواة على تنفيذ عملية مشتركة مع قوات عبد العزيز الحلو بجنوب كردفان، في تطور ربطه البعض بتوقيع الحكومة وحركة التحرير والعدالة وثيقة سلام دارفور في الدوحة.
الوطني من جانبه أعتبر التحالف اتفاق حرب، وقال د.قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي بالحزب أن القصد من الاتفاق هو الالتفاف على اتفاق الدوحة ومحاولة إضعافه لدى المجتمع الدولي، وتابع أن الاتفاق يعتبر دليلاً على الدعم الذي تقدمه الحركة الشعبية لحركات دارفور المسلحة، وأكد أن التحالف لن يتمكن من إسقاط نظام الحكم في البلاد بالقوة.
التحالف الجديد، يعتبره البعض تحالف مغبونين، عجزوا عن هزيمة الحكومة عسكرياً مثل ما هو حال الحركات المسلحة، أو عجزوا عن هزيمتها سياسياً مثل ما كان حال الحلو في الانتخابات الماضية، ويشكك هؤلاء في قدرة الأطراف الأربعة المتحالفة على الاتحاد والتماسك بالنظر إلى تضارب مصالحها وأجندتها، ويقول مكي علي بلايل السياسي والمرشح السابق لمنصب والي جنوب كردفان أن التحالف الجديد لن يضيف جبهة جديدة على الأرض، لأن جميع الجبهات الممكنة في دارفور وجنوب كردفان مفتوحة بالفعل، ويرى أن الحفاظ على تماسك هذا التحالف سيكون هدفاً صعب التحقيق لأسباب عديدة، أبرزها التناقضات القبلية والشخصية بين مكوناته، وفشل الحركات المسلحة المتكرر سابقاً في التماسك وتوحيد صفوفها، ويخلص بلايل إلى أن التحالف لن يكون ذا أثر كبير من الناحية السياسية، لأنه غير مبني على برنامج سياسي واقتصادي مشترك، ويتابع أن التحالف مجرد مناورة سياسية مرحلية يهدف كل طرف فيها لأن يحقق شيئاً ما، كأن يلحق باتفاق الدوحة وفق شروطه، أو يعزز موقفه التفاوضي مع المؤتمر الوطني.
وبينما يرى البعض في الاتفاق مجرد مناورة يريد بها كل طرف تحقيق مكاسب سياسية بعينها، يؤكد آخرون أن التحالف جدي، وأن له أهداف محددة تم الإعلان عنها، ويقول البروفيسور حسن الساعوري المحلل السياسي أن هدف التحالف الأساسي هو إسقاط النظام، ومن ثم إقامة دولة علمانية، ما يعني أن الحركات المسلحة وقطاع الشمال تجاوزوا عملياً أطروحة التهميش ونقص التنمية إلى الصراع المكشوف على السلطة وعلى من يحكم السودان، ويتابع أن أهل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ليسوا معنيين بإقامة دولة علمانية أو حتى بإسقاط نظام الحكم، بقدر ما هم معنيون بالتنمية، ما يعني أن الحركات بهذا التحالف وهذه الأهداف المعلنة تفقد السند الشعبي، ويرى الساعوري أن هذه الأجندة المعلنة موجهة للخارج، بهدف تأمين دعم عسكري وسياسي غربي للتحالف الجديد، يمكنه من تصعيد العمل العسكري ضد النظام حتى إنهاكه تمهيداً لإسقاطه.
إسقاط النظام في المركز عبر هزيمة جيشه عسكرياً طموح قديم كان يعشعش في ذهن جون قرنق كما أكد د.لام أكول في كتابه عن الحركة الشعبية، وراود ذات الطموح خليل إبراهيم عندما غزا الخرطوم، وراود مؤخراً عبد العزيز الحلو وهو يعلن أن تحركه هبة شعبية مسلحة هدفها الزحف من جنوب كردفان إلى الخرطوم لإسقاط النظام، وربما راود ذات الطموح عبد الواحد ومناوي أيضاً، وبغض النظر عما إذا كانت راغبة بالفعل على تحقيق طموح مكوناتها القديم أم لا، فإن عدم نجاح الحلفاء الجدد في إنجاز مهمة إسقاط النظام في الماضي، عندما كانوا فرادى، يحمل على التساؤل: هل سيتمكنون من إسقاطه حقاً هذه المرة، بعد أن اتحدوا...ولو كان اتحاداً بين
مغبونين..؟
الراى العام
العلمانية والديمقراطية كانت بدورها اللافتة التي وقع تحتها اتفاق تأسيس (الجبهة الوطنية للمقاومة) خلال الأيام الماضية، جبهة ستتشكل من حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان بجناحي مناوي وعبد الواحد، إضافة إلى الحركة الشعبية بالشمال، التي يقود عملها العسكري الآن ضد الحكومة عبد العزيز الحلو، ما يجعل الجبهة آخر محطة في قطار تحالف المهمشين.
تحالف المهمشين ذاك، بذل جون قرنق في سبيله الكثير كما هو معلوم، عندما ضم أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق إلى جيشه منذ وقت باكر، قبل أن يحاول ذات الشيء مع أبناء دارفور والشرق، دون تحقيق نجاح يذكر.
على أن فكرة الاصطفاف السياسي الحربي على أساس جهوي وعرقي عادت لتصعد في بورصات السياسة مجدداً مع دخول قوات حركة العدل والمساواة مدينة أمدرمان في مايو 2008م، عندما دخل جنودها العاصمة بأسلحتهم، ومنشورات عليها صورة رئيسهم د.خليل إبراهيم، تخلع على الرجل لقباً خطيراً هو (زعيم المهمشين في السودان)، ووجدت هذه الفكرة حينها طريقها إلى تصريحات الرجل العديدة لوسائل الإعلام الأجنبية، أنه يقود المهمشين في معركة كبرى ضد المركز.
تلك المعركة التي لم يصادف فيها خليل إبراهيم نجاحاً يذكر، أعاد (مهمش) آخر ذكراها بعد زهاء ثلاثة أعوام، عندما انشق عبد العزيز الحلو نائب الوالي السابق بجنوب كردفان، وقال إنه يقود بنفسه ما وصفها بأنها معركة الكرامة لتغيير المركز من خلال هبة شعبية مسلحة.
التحالف بين حركات دارفور المسلحة والجيش الشعبي في شمال السودان، لم يكن مجرد سيناريو يحذر منه البعض فقط، لكنه نذره الأولي أتت عندما حذر ياسر عرمان الأمين العام للحركة بالشمال في حوار مع (الرأي العام) من أن رفض المكتب القيادي للمؤتمر الوطني اتفاق أديس أبابا الإطاري ربما يقود إلى حرب جديدة من النيل الأزرق إلى دارفور مروراً بجنوب كردفان، بينما أقدمت طلائع من حركة العدل والمساواة على تنفيذ عملية مشتركة مع قوات عبد العزيز الحلو بجنوب كردفان، في تطور ربطه البعض بتوقيع الحكومة وحركة التحرير والعدالة وثيقة سلام دارفور في الدوحة.
الوطني من جانبه أعتبر التحالف اتفاق حرب، وقال د.قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي بالحزب أن القصد من الاتفاق هو الالتفاف على اتفاق الدوحة ومحاولة إضعافه لدى المجتمع الدولي، وتابع أن الاتفاق يعتبر دليلاً على الدعم الذي تقدمه الحركة الشعبية لحركات دارفور المسلحة، وأكد أن التحالف لن يتمكن من إسقاط نظام الحكم في البلاد بالقوة.
التحالف الجديد، يعتبره البعض تحالف مغبونين، عجزوا عن هزيمة الحكومة عسكرياً مثل ما هو حال الحركات المسلحة، أو عجزوا عن هزيمتها سياسياً مثل ما كان حال الحلو في الانتخابات الماضية، ويشكك هؤلاء في قدرة الأطراف الأربعة المتحالفة على الاتحاد والتماسك بالنظر إلى تضارب مصالحها وأجندتها، ويقول مكي علي بلايل السياسي والمرشح السابق لمنصب والي جنوب كردفان أن التحالف الجديد لن يضيف جبهة جديدة على الأرض، لأن جميع الجبهات الممكنة في دارفور وجنوب كردفان مفتوحة بالفعل، ويرى أن الحفاظ على تماسك هذا التحالف سيكون هدفاً صعب التحقيق لأسباب عديدة، أبرزها التناقضات القبلية والشخصية بين مكوناته، وفشل الحركات المسلحة المتكرر سابقاً في التماسك وتوحيد صفوفها، ويخلص بلايل إلى أن التحالف لن يكون ذا أثر كبير من الناحية السياسية، لأنه غير مبني على برنامج سياسي واقتصادي مشترك، ويتابع أن التحالف مجرد مناورة سياسية مرحلية يهدف كل طرف فيها لأن يحقق شيئاً ما، كأن يلحق باتفاق الدوحة وفق شروطه، أو يعزز موقفه التفاوضي مع المؤتمر الوطني.
وبينما يرى البعض في الاتفاق مجرد مناورة يريد بها كل طرف تحقيق مكاسب سياسية بعينها، يؤكد آخرون أن التحالف جدي، وأن له أهداف محددة تم الإعلان عنها، ويقول البروفيسور حسن الساعوري المحلل السياسي أن هدف التحالف الأساسي هو إسقاط النظام، ومن ثم إقامة دولة علمانية، ما يعني أن الحركات المسلحة وقطاع الشمال تجاوزوا عملياً أطروحة التهميش ونقص التنمية إلى الصراع المكشوف على السلطة وعلى من يحكم السودان، ويتابع أن أهل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ليسوا معنيين بإقامة دولة علمانية أو حتى بإسقاط نظام الحكم، بقدر ما هم معنيون بالتنمية، ما يعني أن الحركات بهذا التحالف وهذه الأهداف المعلنة تفقد السند الشعبي، ويرى الساعوري أن هذه الأجندة المعلنة موجهة للخارج، بهدف تأمين دعم عسكري وسياسي غربي للتحالف الجديد، يمكنه من تصعيد العمل العسكري ضد النظام حتى إنهاكه تمهيداً لإسقاطه.
إسقاط النظام في المركز عبر هزيمة جيشه عسكرياً طموح قديم كان يعشعش في ذهن جون قرنق كما أكد د.لام أكول في كتابه عن الحركة الشعبية، وراود ذات الطموح خليل إبراهيم عندما غزا الخرطوم، وراود مؤخراً عبد العزيز الحلو وهو يعلن أن تحركه هبة شعبية مسلحة هدفها الزحف من جنوب كردفان إلى الخرطوم لإسقاط النظام، وربما راود ذات الطموح عبد الواحد ومناوي أيضاً، وبغض النظر عما إذا كانت راغبة بالفعل على تحقيق طموح مكوناتها القديم أم لا، فإن عدم نجاح الحلفاء الجدد في إنجاز مهمة إسقاط النظام في الماضي، عندما كانوا فرادى، يحمل على التساؤل: هل سيتمكنون من إسقاطه حقاً هذه المرة، بعد أن اتحدوا...ولو كان اتحاداً بين
مغبونين..؟
الراى العام
الخميس أغسطس 06, 2015 5:10 pm من طرف محمدخميس
» اين عبير خضرى
الأربعاء يوليو 15, 2015 9:53 am من طرف رافت صبحى
» من الاخطار التى تقابل المسلمين فى طريق الله
الجمعة يونيو 05, 2015 7:53 pm من طرف محمدخميس
» صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المعنوة والباطنية
الثلاثاء مايو 26, 2015 9:02 am من طرف محمدخميس
» من الحجب التى تحجب المريد عن فضل الله
الخميس مايو 14, 2015 10:40 am من طرف محمدخميس
» مالك ابن دينار
الإثنين نوفمبر 10, 2014 10:10 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» المراة القبيحة افضل للرجل صحيا00
الإثنين نوفمبر 10, 2014 7:06 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» احذر طقطقة الاصابع !!!
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:58 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» النظر للنساء يضعف الذاكرة
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:50 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي