لطالما حلم الانسان بالمجتمع المثالي ..
ان يعيش في مجتمع خالي من الظلم .. لا يفرق بين افراده ويساوي ينهم .. يعطي كل شخص حقه وينصفه .. يحترم فيه الجميع بعضهم البعض..
يعيشون في جو مليئ بالحب والاخوه ..
حلم بها افلاطون .. واسماها المدينه الفاضله
وحلم اخرين بعده بها ..ولكن لم ينجح احد للوصول لها .. او ابتكارها..
فسعى الناس الآن إلى إيجاد مجتمع مثالي في الشبكة الالكترونية [ انترنت ] عن طريق المنتديات
و الحقيقة هي أنه لايمكن وجود مدينة مثاليه ولا مجتمع مثالي .. إنمها وجود إدارة مثاليه تنحي بالمجتمع إلى المثالية قدر المستطاع ..
و من ضمن قراءاتي و تصفحاتي للكتب تكونت لدي أفكار عن كيفية الإدارة ...
و لا أدعي هنا أنني سياسي محنك أبدًا ..
لكنني لم أجد في التاريخ كله أي إداري مثالي سوى شخص واحد .. ألا و هو رسول امتنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم .. فإدارته عليه و على آله افصل الصلاة و اتم التسليم لم تكن بمجرد أهواء .. بل هي موازين جاءت من رب السماء سبحانه و تعالي ..
فلننظر لأمثل إدارة مرت في تاريخ البشريه و كيف كانت تتصرف مع الناس ..
لسارق .. القاتل .. المطفف .. شارب الخمر .. آكل الربا .. إلخ إلخ و كل من عليه حدّ أو قصاص لو نظرنا إليه لوجدنا أن ضرره متعدي إلى غيره ..
فالسارق تقطع يده حتى لا يعود للسرقه .. و لو تركناه لسرق من كل الناس .. و شعر الناس بالظلم .. و بالتالي يختل النظام .. و ربما يقتله أحدهم ..
القاتل .. ضرره أيضا متعدي .. فهو قتل شخص آخر ، و اصبحت لديه جرأه على قتل شخص آخر .. و ذوي المقتول يريدون مقابل .. فقاتل العمد يقتل أو يدفع دية لا تقدر بثمن [110 ناقة .. و متوسط قيمة الناقه الواحده في هذه الأيام هو 200000أوقية ] .. و قاتل الخطأ عليه ما عليه ..
المطفف .. يخدع الناس ويغشهم فقد اجتمعت فيه خصال ذميمه عديده .. اسوأ من السارق و اسوأ من الغشاش .. و ضرره يتعدى إلى عامة الناس و احساس الناس بالظلم كما قلنا آنفا يؤدي إلى احتلال النظام قطعا ..
شارب الخمر .. إذا ذهب عقل المرء فلا يدري ما يفعل .. فقد يفعل كل الكبائر والذنوب لذا سميت أم الخبائث ..
آكل الربا .. الربا بضع و سبعون شعبه .. أنواعه كثيره .. و كلها ذات ضرر متعدى إلى عامة الناس ..
فالإداري المثالي المصطفى صلوات الله عليه و آله و سلم .. أقام الحدود على كل هؤلاء ..
السارق قطع يده .. القاتل قتله .. المطفف و شارب الخمر و المرابي جلدهم .. فكان عقاب كل منهم مناسب لما فعله .. و عندما جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه .. كان قد استوعب تماما الاسلوب الإداري المثالي .. فزاد في بعض الحدود حتى يرتدع الناس و يستقر المجتمع .. فهذا هو المهم ..
الآن فلننظر إلى مواقف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مع الناس عندما يتطاولون عليه بالكلام ..
رجل جاءه فقال " اعطني من مال الله فهو ليس مالك و لا مال أبيك " .. فأعطاه حتى رضي .. الأمر بسيط هين .. رغم الاستفزاز .. لكن رسولنا الكريم صلوات الله عليه و آله و سلم ... إداري ، و عليه أن يصبر على الناس ولا ينتقم لنفسه ..
الحادثه المشهوره .. عندما تناقل الناس إشاعة عائشة رضي الله عنها و أرضاها .. فقذفوها .. و هم بهذا قذفو عرض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم .. لكنه أبدًأ أبدًأ ما استعمل حقه في حدّ القذف .. فهو مرة أخرى الإداري و لا يمكن أن ينتقم لنفسه .. فلم يعطه الله عز و جل هذا المنصب حتى يتلاعب بسلطاته .. طالما أن الأمر شخصي و لا يتعدى إلى عامة الناس .. فلا بأس ..
موقف آخر عندما أخذ رجل يشتم أبا بكر رضي الله عنه و أرضاه .. فهو إداري أيضا ، بقي الرجل يشتم و أبو بكر صامت بينما رسولنا الكريم مبتسم لهذا الموقف ..
لكن الابتسام انقلب إلى غضب شديد عندما فتح ابو بكر فاه و رد على شتائم الرجل ..
نعم .. أيضا إداري و ليس لك أن تنتقم لنفسك ..
هكذا هي التربيه المحمديه .. لا ، بل التربيه الإلهيه من طريق النبي بأبي هو و أمي ..
نحن في المنتديات نمثل شريحة من المجتمع .. و لضبطها لا بد من وضع قوانين و سلاطين ..
القوانين للضبط .. و السلاطين للإبقاء الضوابط ..
أحد قواعد الإدارة المثاليه " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
ما يسري على الضعيف يسري على الشريف و العكس بالعكس أخي الكريم ..
لكن الموازين المختله " كانو إذا سرق الكريم تركوه و إذا سرق الذليل اقتصوه " أو كما جاء في الأثر ..
موقف حصل لي في الثانويه .. اقرأ هذا الموقف و بعدها سأذكر المغزى ..
كنا في عام 2001 بداية الغزو الأمريكي للعراق .. فكنا لابد أن نتحدث عن هذا الموضوع في المدرسه يوميا ..
أحد المدرسين كان من فلسطين .. و في نهاية الحصة كان قد اشتد حماسا مع الكلام عن القضية حتى قال كلمة بذيئة جدًا يسب بها أحد النصارى .. لم اسمع أي مدرس يقول مثلها في حياتي .. و صعقت حقيقة مما قال ..
في الفسجه ذهبت إلى المدرس و اخبرته ألا يقول مثل هذه الكلمات .. فهو مدرس و قدوه إلخ إلخ ..
فـ كان رده شيء لا يمكن أن انساه في حياتي أبدًا ..
قال لي :[ قال تعالى " لا يجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " .. ولك أنا مظلوووووم .. ]
المغزى ..
الظلم هو السبب ..
" لا يجهر بالسوء من القول إلا من ظـُلمَ " .. اسم مفعول ..
عندما يقعل الظلم على أحد و لا يجد من يأخذ له حقه .. قطعا سيكون هكذا ..
أتذكر قاعدة إدارية مثاليه أخرى الآن .. "افلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا ؟ "
بداية الأثر هو " ما بال عامل أبعثه ... "
هنا كانت الإدارة المثاليه تمسك يد المسؤول عن التطاول و استعمال السلطه بغير وجه حق ..
و لديك في تاريخنا الإسلامي أمثله عديده على تنحية الأمراء و الولاة و القضاه لفسادهم أو لعدم نزاهتهم ..
سأتحدث عن محورين هنا ..
الأول هو التهجم و التطاول على القاضي
بإمكاني تشيبه المنتديات بالمدينه .. حيث الأقسام ما هي إلا ساحات مفتوحه تطل على بعضها البعض ..
بينما القسم الإداري هو مبنى المحكمة حيث يتواجد القضاه ..
عندما يتواجد القاضي في احدى الساحات المفتوتحه فإنه يمنع التهجم عليه بالفعل .. لما له من ضرر متعدى إلى عامة الناس .. فإن سكت القاضي و لم يأخذ على يد المعتدي ، سيصبح الناس ما بين محتقر له يرون أنه ضعيف و تسول لهم انفسهم الخروج و التعدي .. و ما بين مشفق عليه خائف من قلة حيلته و عدم تمكنه من احقاق العدل فيما بعد ..
إذا هنا على هذا المعتدي أن يعاقب حتى يستقر المجتمع و يعلم كل من تسول له نفسه بوجود عواقب ..
لكن عندما يكون العضو في ساحة المحكمه .. في اجتماع مغلق مع الإداره لا يحضره سوى نفر قليل .. فـ مالحكمه من معاقبة المعتدى ؟؟؟
هل ترى إن الإدارة المثاليه التي تعلمناها من رسول الله صلى الله عليه و أله و سلم تشجع على انتقام الإداري لنفسه؟؟
في حادثه ذكرتها أنفا .. لم يردّ رسولنا لكريم صلوات الله و سلامه عليه و على آله .. بينما في موقف آخر قال له احدهم " اعدل " فقال له " ويلك ! ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ قد خِبت وخسرت إن لم أكُن أعدل "
هذا ما تعلمناه من الإدارة المثاليه ..
المحور الثاني .. القاضي الغضبان ظالم حتما .. فكيف إذا كان غضبه لنفسه ؟
" لا يقض القاضي حين يقضي و هو غضبان "
تخيل معي أخي الكريم هذا الموقف ..
شخص ما في المحكمه تطاول على القاضي بكلامه .. فغضب هذا القاضي و حكم علي بالسجن المؤبد ..
هل ترى في هذا أي عدل ؟؟ سجن مؤبد ؟؟
أخي الكريم ..
أخي القارئ الكريم ..
اعلم أننا مستخلفون في الأرض لعمارتها .. و أنزلت الشرائع لنعلم كيف نعمرها بالعدل ..
فالعدل خلق كريم وصفة عظيمة جليلة، محببة إلى النفوس، تبعث الأمل لدى المظلومين، ويحسب لها الظالمون ألف حساب، فالعدل يعيد الأمور إلى نصابها، وبه تؤدى الحقوق لأصحابها، به يسعد الناس، وتستقيم الحياة، ما وجد العدل في قوم إلا سعدوا، وما فقد عند آخرين إلا شقوا .
العدل في النظام المثالي سمح لكافة أفراد المجتمع بالعيش فيه " لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى " .. سمح لليهودي أن يعيش فيه بكل كرامه ، سمح للمجوسي سمح للعبد سمح للفقير سمح للصغير سمح للأسود و الأصفر و كل أصناف الناس أن تعيش ..
عندما قال ابن عمرو للقبطي : " استبقني و أنا ابن الأكرمين ؟ " لم تمهله الإدارة العادله حينها التي كانت متمثله في عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه : " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ "
فلطم القبطي ابن عمرو جزاءً بما فعل ..
الخميس أغسطس 06, 2015 5:10 pm من طرف محمدخميس
» اين عبير خضرى
الأربعاء يوليو 15, 2015 9:53 am من طرف رافت صبحى
» من الاخطار التى تقابل المسلمين فى طريق الله
الجمعة يونيو 05, 2015 7:53 pm من طرف محمدخميس
» صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المعنوة والباطنية
الثلاثاء مايو 26, 2015 9:02 am من طرف محمدخميس
» من الحجب التى تحجب المريد عن فضل الله
الخميس مايو 14, 2015 10:40 am من طرف محمدخميس
» مالك ابن دينار
الإثنين نوفمبر 10, 2014 10:10 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» المراة القبيحة افضل للرجل صحيا00
الإثنين نوفمبر 10, 2014 7:06 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» احذر طقطقة الاصابع !!!
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:58 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» النظر للنساء يضعف الذاكرة
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:50 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي