ياساري الليل ماشفت عوض تابع النجمات فات لي قدام الزول زول الله من الصلاح الرفعت عنهم الأقلام التركوا نعيم الدنيا الزايل للعبدوها وللحكام
كلمات حسن الدابي اعتدنا علي سماع كلماتها المعبره ولحنها الشجي , بدون الوقوف علي محتواها , هذه الاغنيه تجسيد لواقعه حقيقيه حدثت في منطقه القرير الولايه الشماليه , حيث كان هنالك صبي في العقد الثاني من عمره يسمي عوض, قليل الكلام وكثير الابتسام , ممن يوصفون بالصلاح وهو درويش يتفاءل به الناس, ولطالما وصفه الناس بالصلاح فانشاء الله من الصالحين لان الناس شهداء الله في الارض , واختفي الدرويش الصغير (عوض ), في عام 1988 اثناء الفيضانات , بينما كان الناس منهمكين في عملهم في عمل الردميات لحمايه القريه من هيجان النيل الذي ابتلع الكثير من القرى, في هذه الاثناء اختفي عوض , ولم يبن له أثر حتى الآن , فخيم الحزن على قرية القرير التي أحبت عوض علي قلب رجل واحد , وبنفس مستوى حبهم لعوض, حزنوا علي فراقه وخاصة أن مصيره مجهول وأضناهم البحث عنه ولكن بلا جدوى.
هذه القصه تذكرني قصه أخرى عايشتها ولكن الفرق بين الواقعتين أن الحادثة التي عايشتها كانت نهايتها مفرحه بحمد الله , ففي قرية الفقراء جنوب الحصاحيصا , هنالك شاب صنوا لعوض يدعي عصام , وعصام وقتها كان شابا في عنفوان شبابه , ولكنه اعتزل الدنيا ونعيمها الزائل, وعاش بصفاء ونقاء وبراءه الطفوله . فهو درويش أحبه أهل القرية جميعهم وعرف بحبه للأطفال وتوقيره للشيوخ ومازال , علي نهجه، ويكره الظلم فعندما يشاهد طفلاً باكياً ينهض على الفور لرد الظلم عنه . ولعل الغريب في الأمر أن كلتا القصتين حدثتا في عام 1988 واذكر وقتها أني وصلت من المدرسة, ظهيرة يوم شتوي , فإذا ببعض أفراد أسرة عصام خارجين من القريه بحثا عنه لأنه خرج في الصباح بحثا عن العجول (صغار البقر) ولم يعد, وخرجنا للبحث عنه وكان بمعيتي شقيقه الرائد (مأمون ) نسأل الله أن يرحمه ويمطره شابيب رحمته, واتجهنا صوب الكنار (الترعه) وأثناء مسيرنا مر بنا المرحوم الشاذلي الطاهر(رحمه من الله عليه ) بسيارته , وبعد ان أخبرناه بالقصة , اصطحبنا معه في سيارته وبدأنا رحله البحث التي لم تطول إلى أن عثرنا عليه بحمد الله على بعد حوالي 10 كيلوا تقريبا بالقرب من قريه طيبه الشيخ القرشي, وهو لا يدري أين تسير به الحياة مكانه ولايشعر بغربه أو بعد , فكل الارض وطن له وكل الناس أحبابه , هكذا هي القلوب الطاهره التي لاتعرف الحقد والمجافاه , والمدهش حقا هو ما شهدناه عند عودتنا حيث وجدنا القرية على بكرة أبيها , صغارها وكبارها قد خرجت خروجا تلقائيا للبحث عن عصام , حيث زرفت الدموع فرحا بعودته سالما , وهنا حقيقه لابد من إدراكها والوقوف عليها , أن حب الناس ليس سلعه تشتري بالمال , فحزن القريه عند فقدان عصام والدموع التي زرفت فرحا بعودته دليلا عمليا علي حب الناس لعصام , فعصام وأمثاله من أصفياء القلوب قعدوا علي قلوب الناس حبا تعدي حب الناس لأي شخص آخر, فأنت لا تستطيع إجبار الآخرين على حبك , مهما فعلت لأن هذا الشيء لا تملكه أنت بل ينبع من قلوب الآخرين تلقائيا , , ختاما حمدا لله علي عودته ونسال الله ان يمتعه بالصحه والعافيه , ورحم الله من رافقوني رحله البحث العم الشاذلي الطاهر والاخ مامون عوض رحمهم الله وجعلها في ميزان حسناتهم وحياتهم كانت مملوءه بمثل هذه المواقف .
الخميس أغسطس 06, 2015 5:10 pm من طرف محمدخميس
» اين عبير خضرى
الأربعاء يوليو 15, 2015 9:53 am من طرف رافت صبحى
» من الاخطار التى تقابل المسلمين فى طريق الله
الجمعة يونيو 05, 2015 7:53 pm من طرف محمدخميس
» صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المعنوة والباطنية
الثلاثاء مايو 26, 2015 9:02 am من طرف محمدخميس
» من الحجب التى تحجب المريد عن فضل الله
الخميس مايو 14, 2015 10:40 am من طرف محمدخميس
» مالك ابن دينار
الإثنين نوفمبر 10, 2014 10:10 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» المراة القبيحة افضل للرجل صحيا00
الإثنين نوفمبر 10, 2014 7:06 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» احذر طقطقة الاصابع !!!
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:58 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» النظر للنساء يضعف الذاكرة
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:50 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي