أستاذ النعيم: قراءة في دفتر الإنجاز

فضائِلُكَم الكبرى تَفُوقُ على الحصْـرِ
وأفضالُكَم العُظمَي تُعَدُّ من السِّـحْرِ

صَنيعُكَم فاقَ المدحَ من كل مادحٍ
وأَعْجَزَ منَّا الشُّـكْرَ بالشِّـعْرِ والنَّثْرِ

هَطَلْتَم على أَرواحِنا مِثلَ مُزْنَةٍ
فطابَتْ رِياضُ العِلْمِ بالزَّهْرِ والعِطْرِ

إذا كانتِ الأجسـامُ تحيا بِقُوتِهَا
فإنَّ حياةَ الرُّوحِ بالعلمِ والذِّكْـرِ

وَكَمْ تَطْرَبُ الأرواحُ بالعلمِ صافيًا
كما يَطرَبُ السَّكْرَانُ من نَشْوةِ الخمرِ

وكُلُّ كُئُوسِ العلمِ جاءتْ هَنِيـئَةً
وَأَتْرَعَهَا بالعلمِ معلمي الوفي

يَزِينُ الورَى مَن كان مِثْلَكَم ،
مِثلَما يُزَيِّنُ رأسَ المَلْكِ تاجٌ من الدُّرِّ

سأدعو لكم في كلِّ يَومٍ وليلةٍ
وأشـكُرُكُم حتَّى أُوَسَّـدَ في قبري

وصلَّى على شمسِ العلومِ محمدٍ
إلهُ الْوَرَى ما حَنَّ طَيْرٌ إلى وَكْرِ

كان حازما وعطوفا علي تلاميذه ورغم ذلك كنا نهابه .وكنا إذا رأيناه قادما من طريق تركنا ذلك الطريق إلى طريق آخر .بل إن تلك الرهبة لازمت كل من درس علي يديه حتي اليوم لأن شعاره:

فرب صغير قوم علموه *** سما وحمى المسمومة العرابا
وكان لقومه نفعا وفخرا *** ولو تركوه كان أذى وعابا
فعلم ما استطعت لعل جيلا *** سيأتي يحدث العجب العجابا