قرية الفقراء وبصمة المؤسس
منذ أن ألقى عصى الترحال واستقرت به الحال وما زالت ذكرى مؤسس نهضة الفقراء الحديثة الوالد الزين الحسن ــ رحمه الله ــ حديثاً طرياً عذباً يتقاطر من شفاه المحبين له على امتداد الرقعة الكبيرة التي كان يملؤها حباً وتواصلاً مع وطنه كما كان طوال أيام حياته.
وفي احتفاليتنا بمناسبة تدشين موقع قريتنا الحبيبة على الإنترنت، يتأكد لنا بأن الكبار لا يرحلون بموتهم قدر ما يحتفظ بهم التاريخ بين طياته وتتمسك بهم العواطف في القلوب وتتذكرهم المآثر في القول والعمل، حيث إننا في كل رفة جفن نستحضر أطيافهم ونستلهم أرواحهم المتفانية في سبيل الخدمة والعطاء، كشف تلك المعاني السامية التي لا تقنع إلا بما هو متميز من العمل.
واستميحكم العذر.. فما أصعب أن تكتب عن رجل تحدرت من صلبه نطفة مكتملة التكوين عاشقة لكل معنى سام وخلق نبيل، إلى أن أصبحت بحكم أبوته لي أتكتم على ما أريد بوجه من سجاياه العطرة خشية أن أتهم بالانحياز.. ولكن حين وجدت نفسي سأكون منحازاً إلى جهة الضوء ضد العتمة ارتأيت أن من الواجب أن لا تظل تلك الشمائل مدرجة في أكفان الغياب، لذا قررت أن أحدثكم عن البعض من تلك السيرة وفاء وحباً وكرماً.
كان الشيخ المؤسس ـــ رحمه الله ــ سحابة من العطاء الذي لا ينضب، حيث احترف ذلك بصورة مغايرة للمألوف فكان دافعه الحب الكبير لهذا الوطن الكبير لتصبح الفقراء كوليدة البكر الذي رعاه حباً وعطاءً حتى شب عن الطوق.
هذا المحتفى به والمتوج بالفضيلة والعطاء، انتخبه أحاسيس ومحبة الناس قبل أن تنتخبه الأصوات، لذا لا يمكن لنا أن نعتقل أمجاده ومآثره في سجون هذه الكلمات التي ستجف وتبلى ولا يبقى سوى المجد في سيرة إنسان بحجم الخير إذ تكون لديه رصيد حياتي زاخر من علاقات رسمية واجتماعية وطموح أكسب شخصيته أهمية تضاف إلى مكانته الشامخة.
إن أحاسيس محبي هذا الكيان الذي نحتفل به اليوم ناجم عن يقين كل من ساهم في قيامه أن الخمول ينافي العقول التي تعمل المستقبل بين أسوارها والتي تبلغ رسالات المحبة والسلام إلى الوطن عبر العمل الدؤوب والجهد الصادق.. ينبع ذلك الإحساس من الأعماق لينبه إلى أهمية ما تمثله حقيقة الانتساب الوجداني لهذه الأرض الطيبة بين أبناء هذا الوطن من ترابط في الصف وإخلاص في العمل.
لقد توهجت سيرة قرية الفقراء تلازماً بسيرة الزين الحسن، سيرة كيان تفخر به وبجميع من ساهم في تشييده وعلو قامته، لذلك فهي لم تكن في روح المؤسس مجرد بناء لمؤسسات من الطوب والأسمنت بل كان يراها كياناً شامخاً يعانق السحب التي تمطر عناداً ضد الفوضى والاستغلال وتحفظ حقوق الجميع في أطر منظومة من القوانين والتشريعات في سماحة لا تنم عن ضعف أو استكانة.
ونحن إذ نحتفى اليوم بهذا الموقع لتصل أصواتنا عبر هذا الأثير لزاماً علينا أن نقف وقفة إجلالاً وتقدير لأولئك الذين وقفوا وساندوا الأفكار والمشاريع لتظل قريتنا القلعة الحصينة ساهرين على مشاريعها كذلك جميع مواطني القرية، وهم الذين تلمسوا الخطى الواثقة لدروب المستقبل من خلال العمل الجاد والإيمان بأهمية العمل التطوعي في خدمة الوطن.
لست هنا كي أقيم نصباً تذكارياً تتكرر فيه كلمات الإطراء والتكريم فقط.. فإن مثله لن يستفيد من ذلك أبداً.. بل حري بمن يريد تكريمه أن يدعو له.. وعلينا أن لا نسمح لمثله بالرحيل دون أن نعزز سيرته وأمثاله من المخلصين بأن نجعلهم مناراً يستقطب الشباب أضواءه المفعمة نحو موانئ الخير والعطاء والعمل المثمر.. حيث إن الزين الحسن ولد ورحل ولم تكن أضواء الشهرة مبلغ حلمه، ولا مصابيح الظهور هدفه الذي يصبو إليه.. وإنما هو شخصية تختلف في عطائها باختلاف المنشأ والجذور، إذ كانت الفطرة السليمة هي أهم العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته بعدما اختار أن يدور في ذلك التواضع حتى آخر المدار حيث أسند عصاه على جدار الوقت وغاب في رحلة طويلة خلف التراب (رحمه الله تعالى رحمة
واسعة).
الخميس أغسطس 06, 2015 5:10 pm من طرف محمدخميس
» اين عبير خضرى
الأربعاء يوليو 15, 2015 9:53 am من طرف رافت صبحى
» من الاخطار التى تقابل المسلمين فى طريق الله
الجمعة يونيو 05, 2015 7:53 pm من طرف محمدخميس
» صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المعنوة والباطنية
الثلاثاء مايو 26, 2015 9:02 am من طرف محمدخميس
» من الحجب التى تحجب المريد عن فضل الله
الخميس مايو 14, 2015 10:40 am من طرف محمدخميس
» مالك ابن دينار
الإثنين نوفمبر 10, 2014 10:10 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» المراة القبيحة افضل للرجل صحيا00
الإثنين نوفمبر 10, 2014 7:06 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» احذر طقطقة الاصابع !!!
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:58 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي
» النظر للنساء يضعف الذاكرة
الإثنين نوفمبر 10, 2014 6:50 am من طرف سيف بن خلفان المبسلي